أبوظبي في 3 مايو/ وام/ يواصل جناح “صندوق الوطن” في معرض أبوظبي الدولي للكتاب استقبال زواره يومياً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساء، مقدما باقة متكاملة من الأنشطة الموجهة للأطفال والناشئة والشباب.
وشملت هذه الفعاليات جلسات متنوعة، من أبرزها جلسة خاصة سلط خلالها صندوق الوطن الضوء على مشروع “الإنتاج الإبداعي لتعزيز الهوية الوطنية”، التي قدمها الكاتب عبد الله الشحي وأدارها سعادة ياسر القرقاوي مدير عام صندوق الوطن ، بالإضافة إلى جلسة “القيم الأخلاقية ركيزة الهوية الوطنية” التي أدارها الدكتور علي الكنيسي أستاذ الفلسفة والفكر الإسلامي ، إلى جانب ورش العمل المرتبطة بالتراث وقصص الأطفال وجماليات الخط العربي، والمسابقات الأدبية والمنصات التفاعلية لتشجيع القراءة وتنمية المهارات اللغوية في الفترة الصباحية، بينما خُصصت الجلسات المسائية لموضوعات أكثر تخصصاً.
كما استعرض أعضاء أندية الهوية الوطنية في المدارس والجامعات الإماراتية دور هذه الأندية وأبرز إنجازاتها أمام جمهور المعرض، إضافة إلى تنظيم فعاليات للأشغال اليدوية والتراثية التي لاقت تفاعلاً واسعاً.
وخلال الجلسة التي خصصها صندوق الوطن لتسليط الضوء على مشروع “الإنتاج الإبداعي لتعزيز الهوية الوطنية”، والتي شهدت مشاركة سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية وعدد كبير من كتاب وفناني الإمارات، أشاد سعادة ياسر القرقاوي، مدير عام صندوق الوطن، بالدور الفاعل الذي يقوم به المفكرون والمبدعون الإماراتيون في دعم هذا المشروع.
وأوضح أن المشروع يحظى برعاية ومتابعة مباشرة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش ورئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، ويهدف إلى تقديم دعم متكامل للمبدعين الإماراتيين، وتمكينهم من الإسهام في إثراء الساحة الثقافية بأعمال تعكس الهوية الوطنية وقيمها.
ولفت القرقاوي إلى أن الأعمال التي تم إنتاجها ضمن المشروع تنوّعت بين موضوعات تتناول القيم الإماراتية، واللغة العربية، والتراث، والتاريخ، والرموز الوطنية، والمواطنة الصالحة، والتلاحم المجتمعي، مشيرا إلى أن هذه الموضوعات تشكل مرتكزات حيوية في تعزيز الهوية الوطنية لدى الأفراد والمجتمع.
كما عبّر عن تقديره العميق لجميع المشاركين في المشروع من ناشرين، وفنانين، وكتّاب سيناريو، ومخرجين، وسينمائيين، ومسرحيين، وإعلاميين، وأكاديميين، وباحثين، مشيدا بالتعاون المثمر الذي يجمعهم بالصندوق لتحقيق أهدافه المجتمعية، لاسيما في ما يخص الأجيال الجديدة.
وأشار إلى الإقبال الكبير الذي حظي به جناح صندوق الوطن من طلاب المدارس والجامعات وأولياء الأمور ورواد المعرض، مؤكدا أن الفعاليات التي يقدمها الصندوق تهدف إلى ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز مكانة اللغة العربية كلغة للثقافة والعلم والحوار، وتنمية مشاعر الولاء والانتماء للوطن وقيادته الرشيدة.
من جانبه، أثنى الدكتور علي بن تميم على الدور البارز الذي يقوم به صندوق الوطن بقيادة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في تعزيز الهوية الوطنية، مؤكداً على أهمية فتح الأبواب أمام كافة فئات المجتمع، ولا سيما الكتّاب والمبدعين، للمشاركة في هذا الهدف النبيل.
كما شدد على ضرورة إنتاج محتوى معرفي شامل يشمل كافة عناصر الهوية، ويعتمد على رؤية إبداعية قادة على الوصول إلى كافة فئات المجتمع ولاسيما الشباب.
وثمن الدور الذي يؤديه جناح صندوق الوطن في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في جذب الكتّاب والمبدعين للمشاركة في فعالياته، وإتاحة الفرصة لهم للتفاعل المباشر مع القراء وطلاب المدارس والجامعات.
وفي إطار فعاليات الجناح، نظم صندوق الوطن أمس جلسة بعنوان “القيم الأخلاقية ركيزة الهوية الوطنية”، أدارها الدكتور علي الكنيسي وشهدت حضورا لافتا من الكتاب والمثقفين وزوار المعرض.
ودار خلال الجلسة حوار حول التحديات التي تواجه الهوية، والدور الحيوي الذي تضطلع به الأسرة، والمؤسسات التعليمية والإعلامية، وكافة فئات المجتمع في ترسيخ مفاهيم الهوية لدى الأجيال الجديدة.
وأكد الدكتور الكنيسي أن التمسك بالقيم الأخلاقية المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف يمثل سر نجاح المجتمع الإماراتي وجوهر هويته الوطنية، مشيراً إلى أن الحضارات القديمة كانت تؤسس على قيم مثل الحكمة، والشجاعة، والعفة، والعدل، بينما ركزت الحضارة الإسلامية على العدل أولا، ثم أضافت الصدق ليكون مقياسا لجميع القيم.
ولفت إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” غرس هذه القيم في وجدان أبناء الوطن، وجعلها أساسا في بناء الشخصية الإماراتية، ودافعا للولاء والانتماء، ومحفزا على حماية الوطن والدفاع عنه.
وشدد الدكتور الكنيسي على أهمية الالتزام بهذه القيم من دون إفراط أو تفريط، من خلال قراءة متزنة للنصوص الدينية وغاياتها، وضرورة ربط هذه القيم بالقدوة الحسنة، وعلى رأسها المغفور له الشيخ زايد، إضافة إلى أهمية دور الأسرة في تربية الأبناء على هذه المبادئ لتنشئة نماذج صالحة قادرة على حمل رسالة الوطن وصناعة مستقبله. كما لفت إلى الأدوار التكاملية للإعلام والمدرسة والمجتمع في ترسيخ الهوية الوطنية كركيزة للاعتزاز والانتماء.