افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن.. ملتقى “الإنتاج الإبداعي في الهوية الوطنية” الذي ينظمه “صندوق الوطن في إطار جهود الصندوق المستمرة لتعزيز الهوية الوطنية مجتمعيا، ولا سيما فيما يتعلق بالأجيال الجديدة، بحضور عدد من القيادات الفكرية والثقافية والفنية بالإمارات إضافة إلى الناشرين والمبدعين والفنانين وكتاب السيناريو والمخرجين والسينمائيين والمسرحيين والإعلاميين والأكاديميين والباحثين، وذلك بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية في أبوظبي.
ويعد الملتقى بداية انطلاقة جديدة لإنتاجات معرفية وفنية يمكنها إثراء المحتوى المعرفي للهوية الوطنية، بإبداعات متجددة في مختلف المجالات كما شهدت جلسات الملتقى وضع آلية عمل مشتركة بين الصندوق والجهات المعنية بالإنتاج العلمي والأدبي لإثراء وتعزيز الهوية الوطنية.
وقال معالي الشيخ نهيان في كلمته “ أحييكم وأرحب بكم ، ويسرني أن نجتمع معاً اليوم، لبدء تعاون مثمر مع صندوق الوطن وذلك في سبيل إطلاق برنامج خلاق، لإثراء الإنتاج المعرفي والإبداعي عن الهوية الوطنية، وعلى نحوٍ يؤكد حرص الصندوق ، على القيام بدوره المقرر في هذا المجال، وصندوق الوطن ، حريص كل الحرص ، على العمل معكم، يدعمكم ويحفزكم ويحتفي بإنجازاتكم، فأنتم أيها رموز الفكر والإبداع والفنون في الدولة، ونثق في أنكم على دراية تامة بنبض هذا الوطن، ووعي هذا المجتمع، وأنتم قادرون على الإبداع والإنجاز والإنتاج الفني والمعرفي الذي يعزز لدى كلٌ منا الإحساس بالهوية الوطنية، والذي يؤكد فينا الانتماء والولاء للوطن، لأرضه ومائه وسمائه ولتاريخه ومبادئه وتراثه، وكذلك لتقدمه ونمائه وإنجازاته، لشعبه ، وقادته، ورموزه”.
وأضاف معاليه ” إننا في صندوق الوطن إنما نؤكد على التزامنا الكامل بالعمل معكم، من أجل إظهار القيم والمبادئ الأساسية التي تشكل مسيرة هذا الوطن الغالي، وإننا نسعى إلى أن نقوم بكم ومعكم ، بتنفيذ برنامج لتنمية المعرفة وتقوية الاعتزاز بالهوية الوطنية، ودعم ارتباط أبناء بنات الإمارات، بالمجتمع من حولهم، ونهدف في ذلك ، إلى تنفيذ أنشطة وفعاليات للتأليف والترجمة النشر والإنتاج الفني، بجميع الوسائط المقروءة والمسموعة والمرئية، وصولاً إلى أن تكون المعارف والفنون أدوات فعالة لتشكيل الوعي المجتمعي وتعميق الاعتزاز بمسيرة الوطن، نحن في ذلك إنما نسعى معاً إلى الإسهام في التعريف بعناصر وأبعاد الهوية الوطنية ، والإحاطة بالتحديات التي تواجهها، بل والأخذ بطرق فعالة للتعامل مع هذه التحديات في إطار سعينا معا إلى الإسهام في الوصول إلى الهدف المنشود على أرض هذه الدولة الغالية وهو تحقيق ” مجتمع متلاحم يحافظ على هويته”.
وأوضح معاليه أن محاور العمل في هذا الملتقى، تتفق مع قناعته الشخصية، عندما يُسأل عن هوية أبناء وبنات الإمارات، حيث يقول لهم ، إن هذه الهوية قد تجسدت واقعاً وحقيقة وبكل وضوح في أعمال وأقوال مؤسس الدولة العظيم، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، فقد كان رحمه الله ، حكيماً ، في قراراته وإنجازاته ، ودوداً ، ينفتح على الجميع ، شجاعاً ، في مواجهة كل التحديات ، واسع الأفق ، يستمع إلى الرأي والرأي الآخر ، ويحرص على تنمية قيم الحوار والتسامح ، والسلام ، في العالم ، وكان رحمه الله واعياً بمسؤولياته، ودوره في تحقيق التنمية المستدامة، وحماية البيئة ، بل وأيضاً ، في تحقيق التوازن المبدع ، بين الأصالة والمعاصرة ، كما كان لديه إيمان قوي ، بتعاليم الإسلام، وولاء أصيل للغة القرآن الكريم ولكافة رموز الوطن وتراثه وشعاراته ، وكان لديه حب وإعزاز لأبناء وبنات الإمارات وللبشر في كل مكان، كما كان رحمه الله مثالاً في العدل ، واحترام حقوق كل شخص على هذه الأرض الطيبة ، كما كان على درجة كبيرة من الكرم والجود، فامتد كرمه للجميع ، داخل الدولة وخارجها على حدٍ سواء ، ويصاحب ذلك كله ثقة كاملة بالنفس، وإيمان قوي بالقدرة على تحقيق أهداف الوطن وبالمستقبل الباهر الذي ينتظر دولة الإمارات ، في كافة المجالات.
وقال معاليه إن هذه الصفات جميعها هي عناصر تأكدت في شخصية وهوية أبناء وبنات الإمارات، كما إن هذه العناصر والصفات تتجسد أمامنا وبكل قوة في أعمال وأقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، حيث يؤكد بقيادته الرشيدة لهذا الوطن أن الحكمة والمودة والشجاعة وسعة الأفق، والوعي بالمسؤولية والإيمان بالخالق والاعتزاز باللغة العربية والعدل والكرم والثقة في النفس، والقدرة على الإنجاز والنظرة الواعية إلى المستقبل هي صفات أصبحت رمزا لنا، يعرفها عنا العالم كله.
وأشار معاليه إلى أن كافة المسؤولين والمساهمين في صندوق الوطن يعتزون غاية الاعتزاز بأن هذا البرنامج، الذي ينطلق اليوم سيكون إسهاماً مهماً في تحقيق رؤية صاحب السمو رئيس الدولة ، في تأسيس بيئة وطنية ناجحة، تؤكد على كافة هذه الخصائص والصفات، التي تشكل هوية أبناء وبنات الإمارات، وتؤدي إلى تحقيق كل ما نرجوه لدولتنا العزيزة من أهدافٍ وغايات في سبيل تنمية الوطن، ورفعة شأن المواطن.
وشدد معاليه على أن عمل صندوق الوطن مع مبدعي الإمارات، هو جزء أساسي من رسالة الصندوق، معربا عن أمله في أن تؤدي جهود مبدعي الإمارات وكتابها ونشريها مع صندوق الوطن، في هذا السبيل، إلى أن تكون الهوية الوطنية مجالاً للإبداع والابتكار تحظى باهتمام واسع في المجتمع ويتم من خلال هذا العمل تقويتها ودعمها، ليكون هذا لعمل إسهاما في المسيرة الناهضة، لهذه الدولة العزيزة.
وأعرب معالي الشيخ نهيان بن مبارك عن أمله الكبير بأن يكون هذا الملتقى، بداية جهد مشترك للمبدعين والناشرين مع صندوق الوطن يؤكد الجميع من خلاله الالتزام بتقديم الأجود والأفضل وتحمل المسؤولية لمصلحة الوطن، متمنيا أن تؤدي المناقشات والمداولات، في هذا الملتقى إلى نتائج محددة وبرامج عمل واضحة تكون على قدر ما يتوقعه الجميع منا.
وقال متحدثا إلى الحضور ” أنتم الأوفياء المخلصون، في خدمة الوطن، وذلك رغبةً منا جميعاً، في رفعة بلادنا، وإسهاماً في تحديد مستقبلنا، بل وكذلك، تعزيزاً لشعور أبناء وبنات الإمارات، بالفخر والاعتزاز للانتماء لهذه الدولة العزيزة”.
من جانبهم أكد المشاركون في الملتقى من رموز الفكر والإبداع والفنون والنشر في الدولة على إعزازهم الكبير بالمشاركة في مشروع صندوق الوطن الذي يهدف لتعزيز الهوية الوطنية بإنتاج معرفي يلائم كافة فئات المجتمع ويقدم طرحا جديدا يستمد طاقته من أقوال وافعال زايد الخير، ومن الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، مشيدين بجهود صندوق الوطن وعلى راسه معالي الشيخ نهيان بن مبارك، التي تستهدف الارتقاء بشباب الوطن وتمكينهم، وتعزيز الهوية الوطنية لدى كافة فئات المجتمع، باعتبارها رسالة نبيلة لابد للجميع من المشاركة بها ودعمها.
من جانبه أكد الأكاديمي والفنان الدكتور حبيب غلوم أن اهتمام مؤسسة مثل صندوق الوطن بالإبداع بشكل عام والاستفادة منه لتعزيز الهوية الوطنية هو أمر يدعو إلى الفخر خاصة أن على رأس هذه المؤسسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك المعرف باهتمامه وتقديره ودعمه لكافة المبدعين الإماراتيين والعرب، متمنيا أن يخرج الملتقى بتوصيات ومشاريع تحول الأهداف منه إلى حقائق وإنتاج يعزز هويتنا الوطنية، والتي نراها عنوان هذا الوطن بقيادته الرشيدة وشعبه الكريم.
من جانبها أعربت الكاتبة شيخة الجابري عن سعادتها بالمشاركة في هذا الملتقى الذي يتميز عن غيره باهتمامه بالعلاقة بين الهوية الوطنية والإبداع والمبدعين، وهي رؤية مهمة للغاية نثمنها غالية لصندوق الوطن، كما إنها تلقي بالمسؤولية على كافة المشاركين من مبدعي وكتاب الإمارات ومفكري الإمارات، للقيام بدورهم الأصيل في تعزيز الهوية الوطنية في نفوس الأجيال المقبلة.
وقالت الكاتبة والناشرة شيماء المرزوقي إن كلمة الشيخ نهيان بن مبارك في افتتاح الملتقى تعد وثيقة عمل يمكن أن تحدد أن تحدد معالم الطريق، والبناء على ما بها من نقاط رئيسية مهمة، مؤكدة أن الملتقى حيوي جدا لتفعيل طاقة المبدعين وتحفيزهم لتناول واحدة من اهم الموضوعات التي يجب ان يتصدى لها المبدعون في مختلف المجالات.
من جانبه عبر الشاعر كريم معتوق الذي افتتح الملتقى بقصيدة تتغنى بحب الإمارات وقيادتها الرشيدة، عن سعادته الغامرة بالمشاركة في هذه الفعالية الكبرى التي تنطلق بالإبداع إلى عالم هويتنا الوطنية بما بها من زخم ومعالم ورموز، مشيدا بجهود معالي الشيخ نهيان بن مبارك التي لا تتوقف عن الإبداع والمبدعين ومشاركتهم كافة فعالياتهم ومؤتمراتهم الكبرى، وإيمانه بدورهم المهم في تشكيل وجدان البشر.